الإيديولوجية والوهم تحليل نص بول ريكو: وظائف الإيديولوجية
شرح الدرس في قناتي على اليوتوب
أولا: موقف بول ريكو وظائف الايديولوجية
تأطير النص
يتأطر النص داخل المجال الاشكالي لمجزوءة الإنسان حيث يعالج مفهوم الوعي وعلاقته بالأيديولوجيا والوهم وخصوصا قضية وظائف الأيدولوجية
إشكالات النص
- ما الوهم وما الأيديولوجيا؟ وما علاقتهما بالوعي؟
- هل الوعي قادر على إعطاء صورة حقيقية عن ذواتنا وعن العالم؟
- أم أن الوعي يظل مزيفا ومشوها بفعل الأيديولوجيا وما تنتجه من أوهام...؟
أطروحة صاحب النص
يؤكد صاحب النص أن الإيديولوجيا تقوم بثلاث وظائف من أجل إنتاج وعي زائف كاذب وخادع عن الواقع فهي أولا تقوم بالتزييف أي خلق وعي مزيف ومقلوب عن الواقع، وثانيا بتبرير الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية… وكذا تبرير أفكار الطبقة المسيطرة، وأخيرا بإدماج الأفراد في واقع معين. ويؤكد بول ريكور أن الوظيفة الإدماج هي أهم وأخطر وظيفة وأعمقها أثرا
البنية المفاهيمية للنص
- الإيديولوجية: العلم الذي يدرس مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس وقديما كانت تسمى بعلم الأفكار. وفي معجم العلوم الاجتماعية والفلسفية نقصد بها مجمل التصورات والأفكار والمعتقدات وطرق التفكير لمجموعة ما أو فئة اجتماعية أو طائفة دينية أو حزب سياسي.
- الوهم: في اللغة، الإدراك الفاسد، والخداع الحسي، وكل ما هو غير مطابق للواقع أما في الفلسفة فهو: الخطأ في الإدراك أو الحكم، بشرط أن يعتبر هذا الخطأ طبيعيًا بمعنى أن من يرتكبه ينخدع بالمظاهر.
- التشويه: إعطاء صورة مشوهة وغير واقعية وحقيقة للواقع.
- التبرير: تفسير الانسان لسلوكه بأسباب معقولة ومقبولة ولكنها مكذوبة وغير صحيحة. وحسب مؤلف النص، يتم استخدام التبرير لإضفاء الشرعية على ممارسة إنسانية غير مقبولة على المستوى السياسي أو الاقتصادي ...
- الإدماج: محاولة إشراك الأفراد في نظام من الأفكار والمعتقدات داخل مجموعة ما، أو داخل اتجاه سياسي أو ديني...
النبية الحجاجية للنص
- التفسير والجرد والإحصاء: قدم صاحب النص الإيديولوجية بتقسيم وظائفها إلى ثلاث أدوار رئيسية: كتشويه للواقع، وكتبرير للوضع القائم، وفي الختام كإدماج للأفراد في هوية الجماعة.
- الاستشهاد: بالفيلسوف "كارل ماركس" الذي أكد بدوره ان الإيديولوجية تشوه وعي الناس بحيث لا يعكس واقعهم.
- الاستعارة: الإيديولوجية بمثابة العلبة أو الصندوق الأسود، فهي تعكس الواقع تمامًا كما يعكس الصندوق الأسود الواقع في عملية التصوير الفوتوغرافي.
أشكال الإيديولوجية ووظائفها الثلاثة
- تشويه الواقع: تٌستخدم الأيديولوجيا صورة مشوهة ومعكوسة لإنتاج للواقع. لخدمة غرض وهدف محدد لمستخدميها.
- الوظيفة التبريرية: تعمل الطبقة المهيمنة (فكريا أو اقتصاديا أو سياسيا أو عسكريا) على تبرير مجموعة من الممارسات أو الأفكار لإضفاء الشرعية على خططها ومشاريعها.
- الوظيفة الإدماجية: تُستخدم الأيديولوجيا من أجل دمج الأفراد والجماعات في الهوية "الدينية والسياسية والفكرية..." لجماعة ما. ومحاولة ترسيخ هذه الهوية فيهم. والدمج أعمق وظيفة للأيديولوجيا، حيث أنه يتضمن الوظيفتين السابقتين، "التشويه والتبرير"، اللتين تستخدمان كمقدمة لعملية الادماج.
استنتاج عام حول النص وظائف الايدولوجية
وفقا لمؤلف النص "بول ريكور"، فإن النتيجة النهائية للوظائف الثلاث للأيديولوجيا هي نقل صورة مشوهة للواقع إلى العقل البشري. حيث تُستخدم هذه الوظائف لإنتاج الوهم في الوعي. ومن ثمة، يمكن اعتبارها أخطر ظاهرة يتعرض لها الوعي، لأنها تجعله خاطئًا ومشوهًا، ولا تقدم أبدًا حكمًا موضوعيًا، لا عن الذات ولا عن الواقع، وتعمل أيضًا على التبرير، من خلال جعل أفكار الطبقة المهيمنة الأفكار السائدة. هذا لتسهيل عملية الاندماج من خلال خلق هوية موحدة قائمة على مجموعة من الأوهام.
ثانيا: موقف فرنسيس بيكون
يرى بيكون أن العقل لا يقدم لنا دائما صورة حقيقية عن الواقع وعن أنفسنا، فهو غالبا ما يكون محاطا بكثير من الأوهام، اختصرها بيكون في أربعة أنواع (أوهام القبيلة، أوهام الكهف، أوهام السوق، أوهام المسرح).- أوهام القبيلة: (عامة ومشتركة بين كل الناس - ملازمة ومتأصلة في الطبيعة البشرية - مرتبطة بالعقل البشري الذي يشوه خصائص الأشياء ويغير من شكلها).
- أوهام الكهف: (ذاتية وخاصة بكل فرد - ناتجة عن تجارب الفرد، وقراءاته، وارتباطه بشخصيات نموذجية).
- أوهام السوق: (خاصة بجماعة بشرية ما - تنشأ عن العلاقات التجارية بين الناس - ناتجة عن تجمع الناس وتواصلهم بواسطة اللغة كمنشأ للأوهام.)
- أوهام المسرح: (ترتبط بالمعتقدات والمذاهب الفلسفية - ناتجة عن قواعد الاستدلال التي يساء استعمالها).