📁 آخر المقالات

مدخل للفلسفة الإسلامية

الفلسفة الإسلامية

في كثير من الأحيان، فإن المسلمون في العهد النبوي، والخلافة الراشدية، وطوال القرن الأول للهجرة، لم يتعلموا الفلسفة. حيث تزامن تطور المعرفة عند العرب والمسلمين مع ظهور الاهتمام بالفلسفات الشرقية واليونانية والعمل على ترجمتها ابتداء من القرن الثاني الهجري. مما أدى إلى تشكل حركة فلسفية بقيادة عدد من المفكرين المسلمين من العرب وغير العرب. وهذا الإلمام بالفلسفة جعل المسلمين ينقسمون إلى ثلاثة اتجاهات كبرى:

  • اتجاه يؤيد تعلم الفلسفة: ومن أصحاب هذا الاتجاه نذكر الكندي والفارابي وابن رشد، وأشهرهم ابن رشد (1195هـ) الذي دافع عن ضرورة دراسة الفلسفة وتعلمها، لأن الشرع يدعو إلى النظر والتفكر في الموجودات لأنها تدل على وجود الصانع أي الله، وبما أن الفلسفة ليست شيئا أكثر من النظر في الموجودات للوصول إلى وجود الصانع، فإن الفلسفة إذن لا تُعارض الدين، بل تدعمه وتؤيده. "الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له".

  • اتجاه يرفض تعلم الفلسفة: يرى أصحاب هذا الاتجاه "بن تيمية والشافعي وابن الصلاح" أن تعلم الفلسفة يتعارض مع الدين ولا فائدة فيه، ولو كانت خيرا لتعلمها الصحابة والتابعون. يقول ابن الصلاح في هذا الصدد: "من تمنطق تزندق".

  • اتجاه يتعامل مع الفلسفة بشكل انتقائي: فأخذ منها ما نفعه وترك ما لا ينفع، ومن دعاة هذا الاتجاه نذكر: "أبو حامد الغزالي" (505ه) الذي درس الفلسفة اليونانية وميز فيها بين المنطق واعتبره علم نافع لجميع الأمم، وعلم اللاهوت اليوناني المرتبط بأديان وأساطير الإغريق التي يجب رفضها لكونها تشوش على عقائد المسلمين.

تعليقات