مفهوم المجتمع تقديم عام واشكالات المفهوم
لعل أبرز المشكلات التي تواجه أي باحثٍ أو دارس، هو صعوبة إيجاد تعريف جامع مانع للمفهوم الواحد، وعلى نفس المنوال فإن مفهوم المجتمع من المفاهيم الأساسية التي ترتبط بالإنسان أشد ارتباط، وعليه، فالمجتمع كمفهوم، لا يمكن الحسم في دلالته بشكل كلي، لأنها تتأثر بتدخل عناصر تاريخية وثقافية وحضارية معرفية. ويجب التمييز بين ثلاث عناصر في تناول هذا المفهوم "المجموعة، الجماعة، المجتمع".
- المجموعة: تجمع من الأفراد بشكل عفوي وتلقائي، غير منظم وغير مبني على مصالح مشتركة بين عناصرها.
- الجماعة: مجموعة من الأفراد، تربط بينهم مصالح مشتركة، وتوحدهم أهداف متقاربة، أو متشاركة، فينتج عن هذا نوع من الوحدة على مستوى الفكر، أو المنهج، أو الأهداف...
- المجتمع: مجموعة من الأفراد تربطهم علاقات وخدمات منظمة ومتبادلة، ووجود هذا المجتمع واستمراره مشروطان بعدد من المؤسسات (الدولة، الأسرة والمدرسة...)، التي تنظم الرابطة الاجتماعية بين أفراده، وذلك من خلال القيم والعادات والتقاليد والسياسات المتبعة. وهذه المؤسسات هي ما يقيمه الانسان كأساس لضمان وحدتهم والمحافظة على بقائهم. ولقد كانت النظريات الفلسفية التقليدية تعتبر الاجتماع البشري معطى طبيعيا وان الانسان حيوان اجتماعي بطبعه، وقدره ان يعيش مع الجماعة، ولكن ابتداء من القرن السابع عشر الميلادي تطورت في أوروبا فلسفة سياسية ترجع نشأة المجتمع ونشأة السلطة الى نوع من التعاقد بين أعضاء المجتمع. وبموازاة ذلك تبلورت فكرة المواطن الذي لم يعد مجرد عضو سلبي في المجتمع بل أصبح عضوا وفاعلا أساسيا في المجمع، أي كائنا ذا حقوق وواجبات تجاه الجماعة التي ينتمي إليها.
ومن هنا نطرح مجموعة من الاشكالات من أهمها:
- على أي أساس يقوم الاجتماع البشري...؟ هل هو أساس طبيعي ضروري أو ثقافي تعاقدي...؟
- ما علاقة الفرد بالمجتمع؟ وهل يمكن تصور مجتمع بدون أفراده؟ وهل يسمح المجتمع للفرد بإبراز ذاته وتميزه ام يسلبها منه
- كيف يمارس المجتمع سلطته على أفراده...؟ ومن أين تستمد مشروعيتها...؟ وما هي أنماطها وأشكالها...؟